أسر طلبة الطب بالمغرب يلجؤون للملك للعودة لنظام 7 سنين؟

30 يونيو 2024آخر تحديث :
أسر طلبة الطب بالمغرب يلجؤون للملك للعودة لنظام 7 سنين؟


قادمين من مناطق مختلفة من المملكة، التَأم آباء وأمهات طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أمام مبنى البرلمان بالرباط، ضمن وقفة عبروا خلالها وبصراحة عن أسفهم لما وصل إليه الموسم الجامعي الخاص بأبنائهم بعد أن اقترب من الاتشاح بالبياض، مطالبين بتحكيم ملكي في هذا الصدد.

هذه الوقفة أتت مباشرة بعد فترة الامتحانات التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي بكليات الطب والصيدلة، و”قاطعها” الطلبة رغم تأكيد الحكومة على “عدم وجود حلول وأخرى وعدم إتاحة فرصة أخرى للمتغيبين”؛ فقد لفتت اللجنة الوطنية للطلبة المعنيين إلى “نجاح المقاطعة في اليوم الأول بعد بلوغها 94 في المائة”، مقابل عدم إفراج الوزارة المعنية عن أي إحصائيات بهذا الخصوص.

الآباء والأمهات الذين حضروا الوقفة أمام واجهة المؤسسة التشريعية حملوا بشكل مكثف صور الملك محمد السادس، في وقت لم يكفوا عن تأكيد “تشبثهم بأي قرار قد يتخذه في هذا الصدد بعد أن بات أملهم الوحيد ومقصدهم الأخير الذي يُمكِنه إنهاء هذه الأزمة بعد أن تجاوز الأمرُ الحكومةَ بشكل رسمي”، وفق تعبيرهم.

ولفت الآباء والأمهات إلى سعيهم نحو نيل التفاتة ملكية تُنهي عناءً عمّرَ أزيد من ستة أشهر ومن المرتقب أن يؤثر سلبا على المشوار المهني لأبنائهم وكذا على سير تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية ككل؛ إذ إن التحكيم الملكي يظل آخر حل في نظرهم من أجل إعادة الأمور إلى مجاريها.

وحضر بشكل كبير لفظ “سِيدْنَا” ضمن تدخلات الآباء الذين عبروا عن “رجائهم وتعلقهم بتدخلٍ ملكيٍّ يطوي بشكل رسمي هذا الملف”، فحسبهم “من المستبعد جدا أن يُخيِّبَ رئيس الدولة آمالهم لكونه حريصٌ على أمورهم ويعرف مصالحهم ومصالح الوطن أين توجد تحديدا”.

المطلوب…تحكيم ملكيٌّ

أحمد التازي، أب طالب طب في السنة الثالثة بمدينة الرباط، كان من بين الآباء الحاضرين، أكد أن “هذه الجموع الغفيرة أتت من أجل أن تؤكد انتصارها لأفكار أبنائها ورفضها القرارات المجحفة وغير العادلة لوزارة التعليم العالي في حق أجيال من الأطباء والصيادلة سيجدون أنفسهم ناقصي التكوين ويعصب أن يؤدوا مهامهم على أحسن وجه”.

وأضاف التازي “الآباء اليوم يستعطفون الملك ويرغبون في الاستفادة من تحكيمه في هذا الصدد، فهو راعي مصالحنا وأبونا جميعا، ونثق في كرمه ولا نشك في أنه سيتدخل ولن يقبل بخِذلاننا ونحن متأكدون من أنه سيعطي تعليماته بحل الملف في أسرع وقت”، متابعا: “أمّا الحكومة فراهْ مَبْقَاتْشْ مْعَاهَا الهْضْرَة”.

وأدرف المتحدث الذي بدت عليه علامات التقدم في السن: “الأبناء لا يريدون إلا تكوينا عادلا ومن حقهم ذلك، أما نحن فنساند أبناءنا في كل خطواتهم لكونهم أدرى بواقعهم وقراراتهم ونثق فيهم ثقة عمياء”، واصفا تدابير الوزارتين المعنيتين بالموضوع بأنها “مهدّدةٌ للمنظومة ولن ترجع إلا بالسلب على مشروع الحماية الاجتماعية”.

حق الأبناء في التكوين

من جهتها قالت أم كثوم أبحري المتوكل، والدة طالبة طبٍّ بمدينة الرباط: “اتضح جيدا أن أبناءنا لم يكونوا يبتغون أهدافا مضمرة، بل كانوا فقط يريدون حقهم في التكوين الجيد شأنهم في ذلك شأن مختلف الأجيال السابقة من الطلبة. ولقد استحسنا كآباء فتح الحكومة باب الحوار قبل أسابيع قبل أن يتبين لنا عدم وجود جدوى من ذلك”.

ولفتت أبحري المتوكل، إلى أن “التنزيل العمودي للقرارات أمر مرفوض ولا يخدم الوطن ولا الطلبة ولا المنظومة الصحية ككل، إذ إن أرواح المغاربة ليست بالرخيصة حتى نضعها في أيادي أطباء لم يتمتعوا بتكوين كامل”، مبرزة أن “تقليص مدة التكوين يعني بطريقة مباشرة خدمة صحية عمومية غير مكتملة”.

وحول علاقتهم بقرارات أبنائهم زادت الأم ذاتها: “نحن نساند أبناءنا إلى آخر رمق، وليس لدينا ما نفرضه عليهم، لكونهم أدرى منا بتفاصيل الملف، وما بيدنا من حيلة إلا أن ندعمهم وندعم حقهم في تكوين مهني رصين وكامل، ما سيخدمهم كمهنيين مستقبليين وسيخدم المنظومة الصحية المغربية ككل”.

الملك لن يخذلنا

بدوره قرر مصطفى بومزيبرة الالتحاق بمكان الوقفة أمام البرلمان للدفاع عن “حق ابنته في تكوين كامل”، وهي التي تتابع دراستها بالسنة الرابعة في شعبة الطب، حيث أورد أن “الالتحاق بالرباط يعني رغبتنا في إيصال صوتنا والتأكيد على رفضنا لكل التدابير التي لا تخدم مستقبل أبنائنا”.

وشدد بومزيبرة، على “الحاجة إلى مساهمة ملكية في تحقيق الانفراج بعد أن تجاوز الموضوع الحكومة ولم تُبن عن حسن نية خلال الأشهر السبعة الماضية التي عمرها الملف”، مردفا: “نحن نريد استجابة ملكية لمطالبنا، وحاشى لله أن يخذلنا، وواثقون في تدخله كما عودنا على ذلك في كل مرة”، وزاد: “التحكيم الملكي هو الخلاص الممكن لهذه الأزمة”.

وواصل الأب ذاته: “أبناؤنا ناضجون فكريا ويعرفون أن تقليص عمر التكوين سيضعف من مردوديتهم المهنية وسيخلق فارقا بينهم وبين الأجيال السياقة؛ ولذلك فنحن نتركهم يختارون قراراتهم بكل أريحية بالنظر إلى كونهم أدرى بمصالحهم أكثر منا”.

موقف الحكومة

وكانت الحكومة أكدت الثلاثاء الماضي رفضها “بعض المغالطات التي يتم الترويج لها على نطاق واسع بخصوص مخرجات اجتماع لم يتم التوصل إليها في الأساس”، ولفتت وقتها إلى أن “الامتحانات ستنطلق في الـ26 من الشهر الجاري، على أن تنظم فترة استدراكية في نهاية شهر غشت، في حين أن الاستدراكية الخاصة بامتحانات الفصل الأول سيتم تنظميها في شتنبر المقبل”.

واستعرضت الحكومة، على لسان الناطق الرسمي باسمها، مصطفى بايتاس، التدابير التي اتخذتها من أجل طي هذا الملف وضمان نجاح السنة الدراسية، بما فيها “تفعيل هيكلة جديدة للتكوين ابتداء من الموسم الدراسي المقبل سيتم من خلالها توسيع التداريب الاستشفائية وتمكين الطلبة من مهارات رقيمة وتطوير طريقة مناقشة بحوث التخرج، والرفع من أعداد المناصب المخصصة لمبارتي الإقامة والداخلية ودعم الشق الاجتماعي لأطباء وصيادلة الغد”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق